لم يكن الباحث السويدي الشاب إينغفار برانيمارك في الخمسينات من القرن العشرين مهتماً بالتيتانيوم ولا زراعة الأسنان. فقد كان يعمل على تطوير المعرفة العالمية حول تشريح تدفق الدم، وعندما كان يجري دراسات مجهرية حيوية على الأرانب باستخدام أداة بصرية من التيتانيوم مثبتة على عظم ساق أرنب لدراسة تدفق الدم في النسيج العظمي باستعمال مجهر ضوئي معدل، وعندما حان الوقت لإخراج التيتانيوم، فوجئ أنه لا يمكن إخراج قطعة التيتانيوم من عظم ساق الأرنب.
في دراسة أخرى لبرانيمارك، تطوع حوالي 20 طالبًا لزرع قطعة من التيتانيوم في أذرعهم. بعد بضعة أشهر، لم تُلاحظ أية علامات على رفض البصريات المغلفة بالتيتانيوم، وفي ذلك الوقت غير برانيمارك مسار عمله إلى البحث حول قدرة الجسم على تحمل التيتانيوم.
إن قدرة الجسم على تحمل التيتانيوم، دعت برانيمارك إلى معرفة السبب، ربما بقدر كبير للغاية. أدرك أنه كان عليه أن يتعامل مع مجال البحث من وجهات نظر مختلفة في نفس الوقت. أدرك برانيمارك أنه من أجل فهم الالتحام العظمي بالكامل (وهو المصطلح الذي أطلقه على عمليات زرع التيتانيوم في أنسجة العظم الحية)، كان عليه الاستعانة بالفيزيائيين والكيميائيين والبيولوجيين. كان على جميع أطباء الأسنان وعلماء الأحياء فحص التفاعل بين العظام والتيتانيوم تحت إشراف برانيمارك. لقد تمكنوا سوية من اختراع طريقة دقيقة ومنتظمة لـ زرع العظام. في الوقت نفسه، ناقش المهندسون كيفية تأثير تصميم زراعة العظام على نمو العظام وعلاجها.
شعر برانيمارك أن يعمل خلافاً للتيار. وكانت النتائج التي توصل إليها والتي تفيد بأن الجسم يقبل التيتانيوم لفترة طويلة، حتى أنه يلتحم بالعظام، تتعارض مع العقل السليم. فقد كان الأطباء وأطباء الأسنان حتى أواسط الستينات من القرن العشرين لا يزالون يعتقدون بأن الجسم الخارجي وغير الحيوي غير قادر على الالتحام بالنسيج العظمي، وأن الجسم سوف يصاب بالالتهاب ويرفض الجسم الخارجي.
كانت المحاولات السابقة للزرع قد فشلت، وبشكل عام، شكلت تحدياً كبيراً للمرضى. شكك عالم البحوث في أبحاث برانيمارك، ويرجع ذلك إلى فشل الآخرين في الماضي من ناحية، ولأن برانيمارك كان يشارك في عدة تخصصات في نفس الوقت من ناحية أخرى.
انتهت الميزانيات الممنوحة من قبل المؤسسات البحثية السويدية. لقد فشل مرارًا وتكرارًا في طلباته لتجديد تمويل دراسات زراعة الأنسجة، لكنه ثابر على ذلك حتى قام في نهاية المطاف المعهد الوطني الصحي الأمريكي بتمويل أبحاثه في مجال زراعة الأسنان. لقد ساعد هذا الأمر برانيمارك على إثبات نظريته حول التحام العظام مرات ومرات. لكن المؤسسة الوطنية السويدية للصحة والرفاهية استغرقت حتى أواسط السبعينات من القرن العشرين للاعتراف بطريقة برانيمارك العلاجية.
وتوفي البروفيسور إينغفار برانيمارك بعد صراع طويل مع المرض بتاريخ 20 ديسمبر 2014م في مسقط رأسه في كوتنبرغ بالسويد. لولا الجهود التي بذلها إينغفار برانيمارك، لكان العالم ربما لا يزال ينتظر دخول زراعة التيتانيوم. إن ملاحظات برانيمارك في منتصف القرن العشرين والقائمة على أن جسم الإنسان لا يقبل التيتانيوم فحسب، بل يمكنه أن يلتحم بأنسجة العظم الحية (تحت ظروف خاضعة للسيطرة الكامل)، قد أحدث ثورة في طب الأسنان وإعادة التأهيل العظمي والفك والوجه. وقد أدت الحلول الترميمية المبتكرة فيما يتعلق بالعظام، والمستندة إلى أفكاره العلمية المبكرة (التي ثبتت صحتها لاحقًا وتم توثيقها)، إلى تحسين نوعية حياة الملايين من الأشخاص حول العالم.
في عام 1965م، أصبح رجل سويدي يدعى غوستالارسن أول متطوع لزراعة الأسنان لدى البروفيسور إنغفار برانيمارك. قام بيرنمارك باستخدام الطريقة الدقيقة للغاية التي ابتكرها هو وفريقه البحثي لإظهار الأهمية القصوى لأنسجة العظام الحية، بزرع سلسلة من قطع التيتانيوم في لثة لارسن وبقيت موجودة في لثته طوال حياته.
كان المريض يعاني من عيب خلقي في الفك السفلي، حيث كانت عمليات الزرع الأربعة التي أجريت في اللثة في ذلك اليوم بمثابة زراعة أسنان جديدة في فكه. لأول مرة في حياته، كان لارسن قادراً على تناول الطعام والتحدث بشكل طبيعي. عندما توفي لارسن في عام 2006م، كانت قطع التيتانيوم التي وضعت على تعويضاته السنية وبقيت لمدة 40 عاما سليمة وخالية من أية مشاكل. ومنذ ذلك الحين، استفاد أكثر من عشرة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم من اكتشاف إينغفار برانيمارك في مجال التحام العظم، سواء في السويد أو في خارجها.
استعان بعض فرق البحث بدراسات برانيمارك لفهم أفضل لكيفية مشاركة التفاعل بين العمليات العلاجية والدفاعات المناعية. وعمل البعض الآخر في مجال البنية السطحية وكيمياء زراعة التيتانيوم لإدارة الخواص السطحية للتعويضات (المواد المطعمة) إلى الحد الذي يوفر فرصة أفضل لعلاج سريع وآمن للجسم.
مع علاج المرضى في جميع أنحاء العالم بنجاح باستخدام عمليات الزرع، لا تزال هناك مراكز تقوم بشكل علمي بتقييم تصميمات مكونات زرع جديدة وصحيحة للتأكد من أنها تلبي أعلى معايير السلامة الممكنة. قد يكون أكبر إرث لإينغفار برانيمارك هو أن جزءاً من المناهج الدراسية المعتادة في كليات الطب البشري وطب الأسنان تتضمن استخدام مواد مطعمة متوافقة مع العظام. كان السعي لتعلم إحراز تقدم دائم في حياته المهنية واضحًا وانعكس في تصريحاته المتكررة.
يمكن القول من أعماق القلب إنه في جميع جوانب طب الأسنان (بما في ذلك تقويم الأسنان وزراعة الأسنان) فإن مستوى معرفة الأساتذة الإيرانيين يتماشى مع المستوى الدولي. في وقت متزامن تقريباً مع البداية العملية للعلاج بإعادة تأهيل جهاز المضغ في البلدان المتقدمة، تم إنشاء أول قسم للعلاج والتعليم في مجال زراعة الأسنان في كلية طب الأسنان بجامعة طهران، قام تم افتتاحه على يد البروفسور لخولم (Lekholm) معاون البروفسور برانيمارك ورئيس قسم زراعة الأسنان لدى برانيمارك في غوتنبرغ (Göteborg) بالسويد، وبدأت أنذاك مسيرة التعرف على هذا العلم الجديد بشكل أكاديمي وعصري. إن تقدم العلوم وخاصة في مجال طب الأسنان والتقنيات ذات الصلة، أصبح سريعاً وبدون مبالغة في الوقت الحاضر، وعلى الأطباء والمهن التابعة لطب الأسنان تطوير معارفهم ومهاراتهم تتماشى مع هذه التطورات.
إن أهم طريقة لتعليم المعرفة العصرية ونقلها إلى المجتمع المهني هي عقد العديد من المؤتمرات والندوات التي تعكس الأفكار العلمية الجديدة في المجلات ووسائل الإعلام (Media) المتخصصة . لقد جعلت هذه الضرورة النشاط العلمي والإعلامي في مجتمع طب الأسنان ينتشر على المستوى الدولي بشكل لا يمكن تصوره.
في مجال طب الأسنان وفي سياقه العلمي، أدى مجال زراعة الأسنان الجديد على وجه الخصوص إلى تطورات علمية وتكنولوجية (ربما أكثر من أي شيء آخر)، مثل إدخال زراعة الأسنان في مجال إعادة بناء جهاز المضغ وتوفير الجمال الطبيعي من قبل البروفسور إنغفار برانيمارك، مما يمكن أن يعتبر دون مبالغة من معجزات القرن.
يجب مراعاة الحالات التالية بخصوص تعفن العظم الهامشي والوقاية من تعفنه:
يعكس الالتهاب / العدوى مع تحلل العظم الهامشي حالة Peri-implantitis التي وصفها كل من Albrektsson و Isidor وتم الاعتماد عليها كسبب لإزالة الزرعات السنية.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان التهاب ما قبل الزرع في مثل هذه الحالات هو السبب الرئيسي لمشاكل الزرع أو كان في الواقع عاملاً ثانوياً لمشاكل مثل كسور العظام الدقيقة أو الحركات الدقيقة (micro movement) للزرع.
لهذا السبب، من المهم التمييز بين التهاب Peri-implantitis (التهاب النسج الداعمة حول الزرعات) الأولي والثانوي. هناك العديد من الأسباب الرئيسية لتحلل العظم حول الزرعات السنية، والتي قد لا تكون مرتبطة بالضرورة بالعدوى الأولية أو الحمل الزائد وحده، ولكن بدلاً من ذلك قد ترتبط بالأدوات المستخدمة (بما في ذلك الزرعات نفسها) والإجراءات السريرية وعوامل مختلفة أخرى تتعلق بالمريض أو ردود الفعل تجاه جسم خارجي.
وبعبارة أخرى، لتجنب أو تقليل تحلل العظم الهامشي، يجب أن تتم زراعة الأسنان من قبل جراحين وأخصائيي تقويم الأسنان ماهرين لدى المرضى الذين لديهم عظام جيدة وليس لديهم صرير أسنان ولا يدخنون.
لم نجد أي دليل ملموس على وجود التهاب النسج الداعمة حول الزرعات كعامل وحيد يسبب تحلل العظم الهامشي.
لا يوجد أيضاً أي دليل على تأثير الحمل الزائد لوحده على تحلل العظم الهامشي.
السؤال الأكثر أهمية الذي يطرحه الناس عند البدء في تقويم الأسنان هو المدة التي سيستغرقها…
الغرغرة بالماء المالح هي طريقة منزلية بسيطة لمكافحة العديد من المشاكل الالتهابية في الفم والأنف…
فينير الأسنان القابل للإزالة (Snap on smile) هو نوع من الغلاف المؤقت الذي يوضع على…
فرشاة الأسنان التقويمية لما بين الأسنان هي فرشاة أسنان تستخدم لتنظيف الفراغات بين الأسنان وبين…
بعد الانتهاء من علاج تقويم الأسنان، تتم إزالة الأسلاك من الأسنان واستخدام لوحة ما بعد…
تعتبر المواد الغذائية المفيدة لصحة الأسنان مهمة جداً، لأن الأسنان هي من أهم أعضاء الجسم…